السبت، 8 يونيو 2013
11:20 م

ابراهيم عسى يكتب : اعوجاج الرئيس الإخوانى




لا فائدة من أن نشرح للدكتور مرسى ما هو مشروح.
هذا رجل إخوانى.. والإخوانى بحكم التربية والتنشئة فى جماعته لا يسمع إلا الجماعة ولا يصدق إلا الجماعة ولا يعرف غير ما تريد الجماعة أن يعرف، ولا يستوعب أىَّ رأى من خارجها. بل أىُّ شىء قادم من خارج الجماعة هو مؤامرة عليها وعلى الإسلام!
أتحدى إذا كان يقرأ باهتمام وعناية تقارير الأمن الوطنى والمخابرات عن الغضب فى الشارع والاستعدادات لـ٣٠ يونيو، هو فى الغالب ينظر إليها باستخفاف وعدم تصديق وإحساس بأن معلوماتها مؤامرة عليه من أجهزة الدولة التى عيَّن رؤساءها هو بنفسه بعد موافقة مكتب الإرشاد، لكن سوء الظن هو سمة الإخوان، بل ومنهج الجماعة، ولذلك فمرسى يعتمد على تقارير المكاتب الإدارية للجماعة فى محافظات مصر المرفوعة إلى الشاطر، ولا يدخل دماغه كلام الأجهزة الأمنية، التى هى -للمفارقة- تحاول جاهدة بأن تقنعه بأنها خدامة اللى يركب، ومع ذلك فهو مرتاب فيها ويُحيل تقاريرها إلى أسعد الشيخة ابن أخته والموظف فى الرئاسة، والمراسلة بينه وبين «الإرشاد» الذى يذهب بها إلى المقطم.
محمد مرسى ليس عبقريا وإلا لم يكن عضوًا فى جماعة الإخوان.
وليس فذًّا، فلا توجد أى أمارة أو دليل على أنه حتى متميز بأى ميزة، فهو رجل عادىّ جدًّا، وخطيب جامع عادى جدًّا ومدرس جامعة عادى جدًّا فى جامعة عادية جدًّا فى تعليم بلد عادى جدًّا.
وليس قائدا ولا زعيما ولن يكون أبدا.
هو موظف مجنَّد فى جماعة سرية.
إذن، لا تنتظر منه أى خطوة إلا مزيدًا من الفشل.
فها هو يقدم خلاصة عقله الإخوانى حين يقول إن الانتخابات المبكرة فكرة غير معقولة وعبث، والمؤكد أن كلام مرسى هو غير المعقول وهو العبث السياسى بعينه وبنفسه، فالانتخابات المبكرة عمل ديمقراطى تماما!
الانتخابات المبكرة هى الديمقراطية فى أنصع صورها، تنقذ المجتمعات حين يمزقها رئيسها ويفشل فيها رئيسها، وحين لا يثق معظم الشعب بقدرات رئيسه أو إدارة حكومته فيطالب بانتخابات مبكرة، وحينها الحاكم الديمقراطى اللى بجد، وليس ابن الجماعة مُحْدَثة النعمة ومحدثة الحكم، يستجيب كى يستعيد ثقة فى حكمه أو يحفظ وطنًا من الفشل.
مرسى، ضمن مزاعم وأوهام كثيرة فى حملته الانتخابية التى لم تصدُق فى شىء على الإطلاق، قال إنه سيتنحى عن الحكم لو قامت مظاهرات ضده، وحين يعلن الشعب أنه لا يريده.
تراجَع مرسى طبعًا عن جملته التى استعارها من التاريخ فى لحظة حماس خطيب الجامع التى تنتابه (لو رأيتم اعوجاجا فقوِّمونى).
لكن يبدو أن الشعب حتى الآن «واخدها جد» وسيقوِّمك فى ٣٠ يونيو يا دكتور!
المصدر التحرير 

0 التعليقات:

إرسال تعليق