الخميس، 30 مايو 2013

اولي افلام نادي السينما حزب الدستور بدمياط


قامت لجنة التدريب والتثقيف باولى لقاءات نادي السينيماا (اعترافات القاتل الاقتصادي جون بيركنز) وذلك بمقر الحزب



مشاركة اعضاء حزب الدستور فى حملة تمرد بميت الخولى مركز الزرقا

قام اعضاء حزب الدستور اليوم الحميس  بالمشاركة فى حملة تمرد بميت الخولى مركز الزرقا 

كتاب اعترافات قاتل الاقتصادى ( الاغتيال الاقتصادي للأمم ) جون باكينز

confessions20of20an20ec



القراصنة قديماً.. كانوا يجوبون البحار قاطعين طرقها بوجوه لفحتها حرارة الشمس وأشعتها، وأعين متربصة عادة ماتكون إحداها معصوبة وسيوف لامعة وأطماع نهمة، يبحثون عن السفن وما تحمل من كنوز وبضائع وأموال.. هؤلاء صاروا فى أيامنا المعاصرة يلبسون البذات الأنيقة، يحملون حقائبهم ومؤهلاتهم ودرجاتهم العلمية والوظيفية الراقية ليجوبوا العالم أراضيه وبحاره ومحيطاته، ولكن ليس للإستيلاء على السفن وإنما على الدول . 
هؤلاء هم قراصنة الإقتصاد.. 
قراصنة قرن العولمة وعصر المعلومات، مهمتهم أن يجعلوا إقتصاديات الدول تنهار بعد إقناعها وإقحامها فى مشروعات تنموية تنهار تحت وطأتها، يكبلونها بسلاسل من ديون وقروض لا تنتهى فوائدها.. 
هؤلاء هم من يقص علينا حكايتهم من البداية حتى النهاية "جون بركنز" فى هذا الكتاب الفريد فى نوعه وصراحته، وقد قام بترجمته إلى اللغة العربية كل من الأستاذ "مصطفى الطنانى" و "عاطف معتمد" والذى هو وفقاً لما قالته نيورك تايمز الكتاب الأكثر مبيعاً، وفيه يكشف لنا المؤلف وهو قرصان إقتصادى سابق أسرار تلك المهنة الغريبة والبغيضة فى ذات الوقت، يشرح ويعرّي لنا الحقائق ويبين لنا كيف توزع الولايات المتحدة "قراصنتها" على دول العالم مما يسمى بالدول النامية ودول العالم الثالث لتجعلها دولاً تدور فى أفلاك تبعيتها، تدور فى دائرة مفرغة لا تخرج منها أبداً، تزيد فيها معدلات الفقر والمجاعات والديون وتنهب الثروات وتسجن الشعوب خلف أسوار من الحاجة والعوز والجهل والصراعات والإغتيالات أقامتها الشركات الأمريكية ومتعددة الجنسيات فلا تستطيع الفكاك منها. 
إنه كتاب خطير بما يحوي من حقائق وروايات أتت من أعماق واقع مخفي وغير معلن.. ظاهره المساعدات والمبادئ النبيلة وباطنه احتلال من نوع خاص للثروات الأموال، حقائق أشبه بحلم مزعج من شدة شرّها وتمكّن خبثها من التلون والإختفاء طوال هذه السنوات.. إنها إعترافات قرصان اقتصادى كتبت بمداد من مستقبل أجيال ودماء شعوب وأحلام أمم

لتحميل النسخة المترجمة اضغط هنا 

ثروت الخرباوى يكشف العمامة والطربوش«8».. أئمة الشر.. الإخوان والشيعة




تقى الله القمى.. العلامة الفارقة فى تاريخ العلاقة بين حسن البنا والشيعة
كان الشيخ محمد تقى القـُمّى علامةً فارقةً فى تاريخ العلاقة بين حسن البنا والشيعة، ولمحمد تقى القمى قصة تقود إلى عالم سرى لم يتطرق إليه الإخوان إلا نادرا، ما قصة محمد تقى القمى؟ وما علاقته بالبنا؟
ولد محمد تقى الدين القمى فى طهران عام ١٩٠٨ لعائلة شيعية ثرية، وكانت عائلته ذات باع طويل فى المذهب الشيعى، حتى إن سلسلة أجداده لسابع جد كانت ذات مكانة دينية كبيرة بين الشيعة، وكان والده «حجة الإسلام» وهو أعلى لقب دينى وقتها أقام أحمد القمى كبير القضاة الشرعيين بطهران، فكان أن نشأ الابن محمد تنشئة دينية ونهل المذهب الشيعى من المنبع، ويكبر الصبى ويصل إلى مدارج الشباب ويقرر أن يدرس اللغة العربية وآدابها وكأنه كان يصوب نظره نحو مستقبل يبتغيه، وبرع الشاب الصغير فى علوم اللغة العربية فى فترة قصيرة، وفى ذات الوقت ظل يواصل دراسته الدينية على يد بعض علماء الشيعة الكبار حتى استقام عوده وأصبح صاحب منهج وهدف، وعندما اقترب عمره من الثلاثين قرر أن يخرج من إيران ويجوب العالم فى رحلة شبيهة برحلات «جليفر» الأسطورية، فكانت رحلة «القمى فى بلاد أهل السنة»، تلك الرحلة التى قضى فيها الجزء الأكبر من حياته.
ترك القمى إيران عام ١٩٣٧م، وبدأ رحلته الطويلة التى سماها رحلة التقريب بين السنة والشيعة! هل من الممكن أن يحدث هذا؟ هل من الممكن أن يلتقى الشتيتان، بعد أن ظنا كل الظن أن لا تلاقيا؟! وهل كان التقريب هو هدف القمى أم كانت له أهداف أخرى؟ فكرة التقريب هذه قد تبدو خلابة آسرة مبهرة، فما أعظم أن تتوحد الأمة، لكن كيف ستتوحد؟ أسيتخلى أهل السنة عن عقيدتهم الراسخة، ويندمجون فى المذهب الشيعى؟ أم سيحدث العكس ويتخلى الشيعة عن تشيعهم وعن نظرتهم التكفيرية لكبار الصحابة؟ هل سيعيد الشيعة الاعتبار إلى السيدة عائشة رضى الله عنها؟ هل سيصبح الإمام الغائب محمد بن الحسن المهدى أسطورة من أساطيرهم أم سيظل عقيدة راسخة رسوخ الجبال؟ هل الفروقات الضخمة بين العقيدتين ستصير إلى زوال؟ أم أن هذا التفرق هو من أقدار الله لهذه الأمة لذلك قال سبحانه فى الكتاب الكريم (ولا يزالون مختلفين)، ثم قال (ولذلك خلقهم) ولذلك أيضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين شعبة).
حط القمى رحاله فى العراق ثم لبنان، وفيهما تشاور مع علماء الشيعة، وأبدى لهم رغبته فى تقريب أهل السنة للشيعة، والغريب أن علماء الشيعة الذين تحدث معه القمى وافقوه على رغبته، وكأن هذا الأمر متفق عليه من قبل، وكأنه خطوة مرسومة، ظاهرها هو تجميع الأمة تحت راية واحدة، لكن باطنها هو تمييع عقيدة أهل السنة! أو بالأحرى كانت بوابة التقريب هى البوابة التى راهن الشيعة عليها فى نشر المذهب الشيعى فى مصر، بحسب أن أهل مصر يضعون آل البيت فى منزلة كبيرة، لذلك كانت مصر هى المحطة الثالثة للشيخ محمد القمى، وضع القمى نصب عينيه أن مصر هى قلب العالم الإسلامى، وفيها الأزهر الشريف الذى كان فى بدايته مركزًا شيعيًّا فاطميًّا، ولعلنا نتذكر دخول الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد إلى الأزهر الشريف فى أثناء زيارته مصر فى فبراير عام 2013، وقتها رفع نجاد إصبعيه علامة النصر، وكأنه غازٍ، جاء يعيد مجد أجداده الفاطميين بما يذكرنا بمقولة الجنرال الفرنسى «هنرى جورو» الذى دخل إلى دمشق غازيًّا بعد معركة ميسلون فتوجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبى ووقف على القبر متشفيًّا حاقدًا، وظهر حقده فى عبارته الشهيرة التى قالها وقتئذ: (ها قد عدنا يا صلاح الدين).
كان الأزهر هو المستهدف الأول للشيخ محمد القمى، فمن خلاله قد يستطيع الشيعة نشر المذهب الشيعى فى مصر، مستغلين فى ذلك حب المصريين وشغفهم بآل البيت وأضرحتهم، ورد فى بال القمى وقتئذ أن الأزهر كان هو المهبط الذى هبط عليه رجل الدين الشيعى «جمال الدين الأسد آبادى الشهير بجمال الدين الأفغانى» فى أثناء تجواله فى بلاد أهل السنة، ومن خلاله تعرف على الشيخ محمد عبده وعلى كثير من علماء الأزهر الكبار، ومن خلال الأزهر قد يستطيع القمى التغلغل وسط أهل السنة وإقناعهم بالتعبد لله وفقا لمذاهب الشيعة!
وإذ وصل القمى إلى مصر توجه أول ما توجه إلى حسن البنا الذى استقبله وأحسن وفادته، ثم استطاع بعد أيام قليلة عن طريق البنا الاجتماع بشيخ الأزهر الشيخ مصطفى المراغى، عرض القمى على المراغى فكرة أن تجتمع الأمة تحت راية واحدة، وأن ننسى خلافاتنا العقائدية، فاستقبل المراغى هذه الفكرة قبولًا حسنًا، ووقع فى خاطره أن أهل الشيعة من الممكن أن ينتقلوا من تشيعهم إلى «التسنن»، فكان أن مد له يد المساعدة وهيّأ له فرصة الاتصال بعلماء السنة الكبار كالشيخ عبد المجيد سليم، كانت الفرصة سانحة فطلب القمى من شيخ الأزهر إتاحة الفرصة له للتدريس فى الأزهر كوسيلة من وسائل التمازج النفسى والمشاعرى والفكرى، فوافق المراغى وأصبح القمى محاضرا فى الأزهر للفلسفة الإسلامية! وحين اشتعلت الحرب العالمية الثانية عاد القمى إلى إيران حيث ظل فيها سنوات قليلة، وفيها تقابل مع أكبر رجل دين شيعى، هو «آية الله العظمى الإمام البروجردى»، وفى هذا اللقاء تلقى القمى دعمًا معنويًّا كبيرًا من إمامه الشيعى الكبير، إذ كانت الفكرة التى اختمرت فى ذهن رجل الدين الكبير، هو أنه من خلال فكرة التقريب هذه سينجح الشيعة فى «تشييع أهل السنة»، وكما يقولون فى المثل «كل يغنى على ليلاه».
وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عاد القمى إلى مصر ليستكمل رحلته التى ظاهرها «التقريب» وباطنها «التشييع»، والتقى القمى بعد عودته أول ما التقى بصديقه الحميم حسن البنا، وكان البنا عند حسن ظن القمى به فقد جعل من إحدى حجرات المقر سكنًا ومقرًا له، أسر القمى للبنا بسر عودته ومشروعه الذى يسير فيه، فبارك البنا له ما فكر فيه: «نعم الرأى ما رأيت يا قمى».
ومع عدد من علماء السنة كانت لقاءات وحوارات، وفى غضون شهر فبراير من عام 1947 قام القمى بتأسيس «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية»، ونجح الرجل الدؤوب فى ضم عدد لا يستهان به من أصحاب القامات العلمية السنية الكبيرة إلى جمعيته هذه، كان منهم الشيخ محمود شلتوت الذى أصبح شيخًا للأزهر فى ما بعد، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ عبد العزيز عيسى، ووسط هذا الجمع كان حسن البنا المرشد الأول للجماعة، لا شك أنها كانت صداقة وطيدة تلك التى جمعت بين هذين الرجلين حتى إن تاريخ جماعة الإخوان كان ولا يزال يشيد بهذه الصداقة ويعتبرها من فتوحات البنا.
فتحت دار التقريب أبوابها فضمت لاستكمال الشكل العالم الشيعى الكبير الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، والعالم الشيعى العراقى الكبير «السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوى» وغيرهم، وبعد إشهار الجمعية صار الشيخ محمد القمى سكرتيرها العام ومؤسسها الأول وفقا لما ورد فى المادة السادسة من النظام الأساسى للجمعية، وكان من نشاط جمعية القمى هذه إصدار مجلة أطلقوا عليها اسم «رسالة الإسلام»، وظلت هذه المجلة تصدر ردحًا من الزمن اقترب من عقد ونصف العقد، وفى أعداد هذه المجلة تم نشر الفتوى الشهيرة للشيخ محمود شلتوت، التى كانت مفاجأة كبرى لأهل السنة، أصدر الشيخ شلتوت فتواه فى إبريل ١٩٦٠، وذهب فيها إلى جواز التعبد على المذاهب الإسلامية، ومنها مذهب الشيعة الأمامية (الإثنا عشرية).
وبذلك نجح القمى فى استخلاص فتوى من أكبر قامة علمية سنية بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية، فى الوقت الذى لم يبح فيه أى عالم من الشيعة للشيعة بجواز التعبد لله بأى مذهب من مذاهب أهل السنة، ويبدو أن تأثر الشيخ شلتوت، رحمه الله، بفكرة التقريب هو الذى دعاه إلى إصدار هذه الفتوى، إذ قال فى أحد أعداد مجلة التقريب (وكنت أود لو كتب قصة التقريب أحد غير أخى الإمام المصلح محمد تقى القمى ليستطيع أن يتحدث عن ذلك العالم المجاهد الذى لا يتحدث عن نفسه ولا عما لاقاه فى سبيل دعوته، وهو أول من دعا إلى هذه الدعوة وهاجر من أجلها إلى هذا البلد، بلد الأزهر الشريف، فعاش معها وإلى جوارها منذ غرسها بذرة مرجوة على بركة الله، وظل يتعهد بالسقى والرعاية بما أتاه الله من عبقرية وإخلاص وعلم غزير وشخصية قوية وصبر على الغير وثبات على صروف الدهر حتى رآها شجرة سامقة الأصول باسقة الفروع تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويستظل بظلها أئمة وعلماء ومفكرون فى هذا البلد وفى غيره).
علاقة القمى بالمرشد الأول حسن البنا كانت ظاهرة أمام العيان غير خفية ولا خافية على أحد، ذكرها الأستاذ محمود عبد الحليم المؤرخ الأول للإخوان فى كتابه (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ الجزء الأول)، وقال عنها المرشد الثالث الأستاذ عمر التلمسانى «كان البنا حريصًا على توحيد كلمة المسلمين، وكان يرمى إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم، خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد، وإلهنا واحد، ولقد استضاف لهذا الغرض محمد القمى أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم فى المركز العام فترة ليست بالقصيرة»، ولعلى لم أجد أحدًا يخالف هذه الحقيقة، كما أنه من المعروف أن البنا قد قابل المرجع الشيعى آية الله الكاشانى فى أثناء الحج عام 1948، وحدث بينهما تفاهم.
وبعد أكثر من أربعين عامًا من مقتل حسن البنا وتحديدا فى غضون عام 1990، وقعت حادثة سير أليمة فى باريس توفى بسببها الشيخ الغامض «محمد القـُمى»، وتم نقل جثمانه إلى طهران حيث دفن هناك.
■ ■ ■
كان كتاب حسن البنا «مذكرات الدعوة والداعية» كاشفًا عن رجل خلط بين نفسه والدعوة، حتى إن الإخوان لا يزالون إلى الآن يتحدثون عن البنا (صاحب الدعوة)، ولدرجة أن الإخوان طبعوا عام 1990 كتيبًا وزعوه على قسم الأشبال بالجماعة عنوانه (حسن البنا مؤسس الدعوة الإسلامية)، وعندما أراد الإخوان أن يهذبوا من هذه العبارة قالوا فى كل أدبياتهم إن حسن البنا مؤسس الحركة الإسلامية، وكأن الله سبحانه أرسل نبينا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لينشر الدين الإسلامى، ثم أرسل الإمام المعصوم حسن البنا ليؤسس الحركة الإسلامية!
فى مذكرات الأستاذ محمود عساف كتب يقول (كان البنا يسأل الشخص المرشح سؤالًا: هل إذا حدث انقلاب فى الإخوان، وأبعد حسن البنا هل تظل تعمل فى الجماعة؟) ثم يقول عساف (كان هذا السؤال يلح عليه حيث انشق بعض المعارضين، لم يحس المنشقون بمدى تجسيد الدعوة فى شخص حسن البنا).
فإذا قرأنا تراث حسن البنا نجد أنه كان حريصًا أشد ما يكون الحرص على تجميع الأمة تحت راية واحدة، وحسنا هى تلك الفكرة، لكنه كان لا يرى إلا رايته هو، ولا يرى إلا نفسه هو، هو الذى يجب أن تجتمع الأمة خلفه ليكون قائدها الربانى، وليس هناك من سبيل إلا ذلك إلا الجمع بين الشيعة والسنة فى إناء واحد، حتى ولو أدى الأمر إلى التمييع والتنازل، فالعقيدة نفسها لا تهم، والولاء ليس له وجود إلا الولاء إلى المرشد، لم يدرك البنا أن رغبته الجارفة فى أن يكون مرشد هذه الأمة لا تتحقق بالتمييع والتنازل عن ثوابت الأمة، لكن رغبته الجارفة فى إمامة الأمة كلها جعلته ينظر إلى الموضوع نظرة سياسية لا عقائدية، أو بالأحرى نظرة ذاتية، لذلك كان يبغض الأحزاب كلها، ويقف ضدها، وكان أيضا يكره أن تنقسم الأمة إلى شيعة وسنة، هو يريد أن تكون أمة واحدة ليتسيد هو على الجميع ويكون إمامًا للكل.
تجد حسن البنا يقول فى رسائله كلامًا طيبًا فى ظاهره إلا أنك إذا تمليته وسبرت غوره وأنزلته إلى حياة البنا وتوجهاته ستجد معنى يختلف عن المعنى الظاهر، بل ستجد غموضًا وتقية، فهو يقول فى رسالة دعوتنا (اعلم فقهك الله أولا: إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة، ولا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وهى تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر، فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية غير ملونة بلون، وهى مع الحق أينما كان، تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وإن أعظم ما منى به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة.
والمعنى البادى هنا أن جماعة الإخوان ليست جماعة لأهل السنة، ولا لطوائف الشيعة، كما أنها ليست للخوارج، أو المعتزلة، أو الأشاعرة، أو الجهمية، هكذا هو يقول، لكنها (لا تنتسب إلى طائفة خاصة)، كما أنها وفقًا للبنا فى رسالته (لا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة)! ثم يقول (دعوة الإخوان بيضاء نقية غير ملونة بلون).
هل فهمت شيئا من هذا الكلام، وهل يؤدى إلى معنى واضح، وما تلك الكلمات الغامضة التى يقول فيها (رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة)!
ولعلك تلحظ «التقية» فى كلماته هذه، فقد وضعها بطريقة نفهمها على أكثر من نحو، فهو يكاد يقول إن جماعة الإخوان ليست جماعة سنية، ولا شيعية، لكنها تجمع بين هذا وذاك.
وتكملة للتقية فى رسائل البنا نجده يقول رسالته هذه تحت عنوان «نعتذر لمخالفينا»... (.... ثم أمر آخر جدير بالنظر.. إن الناس كانوا إذا اختلفوا رجعوا إلى الخليفة وشرطه الإمامة فيقضى بينهم، أما الآن فأين الخليفة؟).
والكلام عن «الخليفة وشرطه الإمامة» يدخلنا فى الطائفة الشيعية من أوسع أبوابها، إذ عندهم فارق كبير بين الخليفة والإمام، ففى دراسة أعدها «مركز الأبحاث العقائدية»، وهو أحد المراكز الشيعية الكبيرة تحت عنوان «الخليفة والإمام».
ذكروا فى تعريف الخلافة أنها: الرئاسة العامة فى التصدى لإقامة الدين بإحياء العلوم الدينية وإقامة أركان الإسلام، والقيام بالجهاد وما يتعلق به من ترتيب الجيوش والفرض للمقاتلة وإعطائهم من الفيئ، والقيام بالقضاء وإقامة الحدود ورفع المظالم والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، نيابة عن النبى «صلى الله عليه وآله وسلم» وهى لا تكون إلا بنص النبى «صلى الله عليه وآله» وما زعموه من أنه: لا يصلح أن يقال إن الله يستخلف أحدا عنه، ممنوعة، لتصريح أئمة السنة بكون داود «عليه السلام» خليفة الله، وأنه قد وصف بهذا فى القرآن العظيم، وإنما انحرفوا عن هذا المعنى تصحيحًا لخلافة الثلاثة، وتوسلوا فى سبيل إثبات صحة خلافاتهم بالشورى حتى عدّوا الخلافة جزءا منها، ورغم أن مصطلح الخلافة ظاهرا فى معنى الإيصاء وتنصيب النائب عن منوبة، إذ يفترض وجود مستخلف، وأنه مريد لتعيين من يخلفه، لأن ذلك من شؤونه لا من شأن غيره، ولو لم يكن هذا المعنى لازمًا لمفهوم الخليفة لما ترك الخليفة الأول والخليفة الثانى الأمة دون أن ينصبوا رئيسًا لها وإن كان هذا التنصيب بأشكال مختلفة، فتحصل من كل ذلك أن الخلافة لا تصح إلا بأن ينص السابق على لاحقه، وأنها من شؤون الدين لا من شؤون الناس، أما الإمامة فهى الخلافة الإلهية التى تكون متممة لوظائف النبى «صلى الله عليه وآله» وإدامتها عدا الوحى، فكل وظيفة من وظائف الرسول من هداية البشر وإرشادهم وسوقهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة فى الدارين وتدبير شؤونهم وإقامة العدل ورفع الظلم والعدوان وحفظ الشرع وبيان الكتاب ورفع الاختلاف وتزكية الناس وتربيتهم، وغير ذلك كلها ثابتة للإمام، فما أوجب إدراج النبوة فى أصول الدين هو بعينه الذى أوجب إدراج الإمامة بالمعنى المذكور فيها، ويشهد لكون الإمامة من أصول الدين أن منزلة الإمام كمنزلة النبى فى حفظ الشرع ووجوب اتباعه والحاجة إليه ورياسته العامة بلا فرق، وقد وافق على أنها من أصول الدين جماعة من مخالفى الإمامية كالقاضى البيضاوى، فالإمامة ليست مجرد زعامة اجتماعية وسياسية، فلو كانت كذلك لكان الإنصاف أنها من فروع الدين كسائر الواجبات الشرعية من الصوم والصلاة وغيرهما، لكن الشيعة لا يكتفون بمجرد هذا المعنى، بل هى عندهم لطف إلهى كالنبوة، فتكون أصلًا لا فرعًا).
المستفاد من رسائل حسن البنا أنه أراد أن يزيل الفوارق بين العقائد، ولذلك أطلق مقولة أستاذه رشيد رضا فى هذا المضمار فقال (فلنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه)، هو يريد من جماعته أن تجمع الكل فى إناء واحد، ويكون هو المهيمن على الإناء وحده، ألم يقل من قبل لسكرتيره محمود عساف إن الإيمان لديك بدعوة الإخوان لا يكتمل إلا إذا آمنت بصاحب هذه الدعوة حسن البنا.
هكذا كان ينظر حسن البنا إلى نفسه، وهكذا كان أتباعه ينظرون إليه، هو الإمام المعصوم الذى لا يأتيه الباطل أبدا، لذلك عندما وقع الشيخ محمد القمى تحت يد البنا وجده لقمة سائغة لتحقيق هدفه فى تجميع الأمة كلها تحت راية الإخوان المسلمين، ولا نستطيع فى الحقيقة معرفة من الذى التهم من؟! خاصة أن حسن البنا هو الذى قام بتوصيل القمى للشيخ محمود شلتوت قبل أن يصبح شيخًا للأزهر، وهو الذى استطاع التأثير عليه من الناحية العاطفية تحت لافتة أن شلتوت من الممكن أن يجمع طائفة الشيعة مع السنة بحيث يدخلهم إلى التسنن، ومن أجل هذا كان الشيخ شلتوت، رحمه الله، فى معية دار التقريب، ومن أجل هذا أيضا أصدر فتواه الشهيرة بجواز التعبد لله على عقيدة الإمامية الإثنى عشرية!

اقرأ فى الحلقة القادمة «الأحد».. كيف انضم الشيعة إلى الإخوان فى عصر حسن البنا؟

ابراهيم عيسى يكتب : الأهل والعشيرة.. حين الفشل




رغم أنه كان بين أهله وعشيرته من جمعيات الإخوان والتيار الإسلامى الذين جمعهم أمامه، أمس، محمد مرسى، حتى يخطب فيهم عن المجتمع المدنى، فإنه كان عصبيًّا ومنفعلًا ومتوترًا وسط الأهل والعشيرة المحيطة به بدفئها وولائها وتصفيقها وهتافاتها، «مشهد مزرٍ، فهو شبه مؤتمرات النظام السابق تمامًا».
ما سر الانفعال؟
لا أعرف، فالرجل يتباهى بأنه يلتزم سياسة الجلد التخين، فهل رقّ هذا الجلد فظهرت تأثّرات الضغوط عليه فى انفعال مفرط.
لكن خروج الدكتور مرسى عن نَص خطابه والارتجال المعتاد جاءا هذه المرة عند الكلام عن الإعلام الذى تقاطعت كلماته بين الهجوم الصريح أو التلميح بعمالة البعض فى الإعلام لأعداء الوطن، مع تهديد مبطن وبعض المن بتسامح، فضلًا عن تلقيح -على الطريقة الإخوانية- بالطعن فى أخلاق الإعلاميين واتهام مضحك برغبة الإعلام فى إعادة النظام السابق «ما تسأل حسن مالك: لماذا تجتمع مع رموز النظام السابق وتتصالح معهم؟ واسأل هشام قنديل الذى قال إنه لا يهمه مَن تعامل مع النظام السابق أم لا؟».
لا بأس.. هو كلام معاد وعادى، لكنه يقف بنا عند انفعال رئيس لم يَعِد الشعب -فى ما عدا أهله وعشيرته الذين يجلبهم للتصفيق والتهليل- يثق بأنه يمضى بالبلد على الطريق الصحيح، بل يؤمن بأنه يودى به إلى طريق التهلكة.
لعله سد النهضة وأثره.
لكن سد النهضة كغيره كاشفٌ لا مخترع.
يكشف خواء وعجز جماعة الحكم فى مصر على مواجهة ومعالجة تحديات داخلية وخارجية كثيرة وكثيفة وثقيلة.
جماعة أفرزت لنا عناصر يتحكمون فى البلد، بينما هم أصحاب خبرة إدارية محدودة فى جمعيات خيرية «انتهازية تستهدف رشوة المواطن الغلبان أو النصب الدينى على المواطن التعبان»، لكن الموهبة السياسية منعدمة، وقدرة الإقناع معدومة، فضلًا عن تربية نفسية مشوهة وشائهة داخل أقبية وأنفاق العمل السرى فى مصر.
جماعة الإخوان، التى تحكم البلد عبر مجنَّدها وجندها فى قصر الاتحادية، مريضة بغرورها وبضيق الأفق وانغلاق العقل، وهى ضيقة الصدر وواسعة الأكاذيب ولا أمل فى حوار معها ولا فى جلوس مع مندوبها الرئاسى، فهم يقولون ما لا يفعلون ويحنثون بالوعد، ولا عهد لهم ويكذبون كما يتنفّسون.
محصلة هذا كله أن الدكتور محمد مرسى يعيش منفصلًا عن إحساس ومشاعر ورأى الناس الحقيقى، وكل ما يهمه هو تقارير جماعته ومكتب إرشاده، ولا يعنيه إلا بديع والشاطر وعزت وأمين، فهم سادة قراراته.
ومن هنا الخطر.
الخطر الحقيقى على البلد يأتى من أداء محمد مرسى.
سياسته فاشلة فى إدارة البلاد حتى الآن، ولا توجد إشارة واحدة إلى أنه سينجح.
ثم هو جندى مجنَّد لجماعته ولا توجد علامة واحدة على قدرته على قطع الحبل السرى «العلنى» مع الجماعة.
إنه لا يعير الناس همًّا ولا اهتمامًا، وإنه لا يتلقى من المصريين أمرًا، بل أوامره من الجماعة.
لا يمكن تكمل كده!
المصدر التحرير

عبقرية «تمرد»



كتبت صحيفة «إل تمبو» الإيطالية أن المصريين يعطون مرة أخرى درساً للعالم فى تحضرهم ورقى أدائهم عن طريق حملة «تمرد»، التى تعبر عن عدم رضاهم عن النظام الحالى الذى قفز على الحكم، بعد سقوط الرئيس مبارك.
لقد بدأ العالم يلتفت أخيراً إلى الموقف الحقيقى للشعب المصرى من حكم الإخوان، بعد أن كان قد صدق أن الإخوان هم الذين يتمتعون بأكبر شعبية فى مصر، باعتبارهم أكبر القيادات السياسية وأكثرها تنظيماً، وقد كان هذا التصور وراء قبول العالم نتائج الانتخابات، رغم أنهم رفضوا مثيلتها فى كل من الجزائر وغزة، حين فازت فيها اتجاهات الإسلام السياسى.
وقد تمسك الإخوان أيضاً بنتائج تلك الانتخابات، حين بدأت القوى الوطنية تكتشف سوء إدارة حكمهم، وافتقارهم الخبرة السياسية، وهكذا بدا الإخوان وكأنهم الجانب الذى يلتزم بالديمقراطية ونتائجها، وأن كل من يعارض حكمهم إنما يعارض الديمقراطية.
أما لجوء جموع الشعب إلى توقيع استمارة «تمرد» فهو يقلب الصورة تماماً باعتباره إجراء سلمياً لا يقل فى دلالاته عن الانتخابات التى يتشبث الإخوان بأهدابها، بل قد يتفوق عليها فى صدق نتائجه، لأنه لا مكان فيه للإغراءات الانتخابية أو للرشاوى العينية التى اشتهر بها الإخوان.
فمثلما نزلت جموع الشعب إلى الشوارع والميادين فى 25 يناير 2011، ونجحت بقوة حضور مليونياتها فى إسقاط رأس النظام السابق، فإن الموقعين على استمارة تمرد يمارسون الحق نفسه، فحملة «تمرد» هى مليونيات جديدة تعبر عن نفسها هذه المرة، ليس بالمظاهرات التى قد تنفض دون أن تحقق أغراضها، وإنما بالاستفتاء الشعبى الذى من شأنه أن يغير الواقع بنتائجه التى لا يستطيع أن يشكك فيها أحد.
من هنا كان خوف الإخوان من هذه الحملة التى لا يفعل أصحابها إلا التوقيع بأسمائهم على قطعة ورق، فإن مغزاها بدأ ينكشف للقاصى قبل الدانى، ولم يعد من الممكن، حتى قبل أن تكتمل كل التوقيعات، الحديث عن أن حكم الإخوان يتمتع بشعبية فى مصر، وأن على الرئيس المنتخب أن يكمل مدته تحت كل الظروف، وأنه لا يمكن أن يرحل إلا بالانتخابات المقبلة، والباقى عليها ثلاث سنوات.
لقد أسقطت حملة «تمرد» كل تلك الخرافات دون أن تلجأ للعنف الشعبى الذى عادة ما يصاحب الحركات الاحتجاجية، ودون أن تبرح ملعب الديمقراطية الذى يعتمد، أول ما يعتمد، على تعبير الجماهير عن رأيها وحريتها فى اختيار حكامها، وتلك هى عبقريتها، والتى يضاف إليها أن الحملة ليس وراءها حزب سياسى، أو اتجاه محدد، أو قيادة فردية، وإنما هى تعبير جماعى عن عبقرية هذا الشعب العريق الذى لا يكف عن إعطاء العالم الدروس ـ كما قالت الصحيفة الإيطالية ـ فى تحضره ورقى أدائه.
الأربعاء، 29 مايو 2013

«التحرير» تنشر نص تقرير كيفية اقتحام حماس وحزب الله السجون




 التقرير مقدم لـ«مستأنف الإسماعيلية» ضمن أوراق قضية هروب مرسى وإخوانه من سجن وادى النطرون
حصلت «التحرير» على نص التقرير المقدم إلى محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية فى جلستها الماضية -الأحد 26 مايو-، والذى يتضمن رصدا للأحداث التى بدأت من يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 بمنطقة شمال سيناء وكيفية دخول عناصر من حماس وحزب الله إلى رفح، وقيام هذه العناصر بأعمال قضت على مظاهر الحياة برفح والعريش، تمهيدا إلى وصولهم إلى السجون المصرية لتهريب السجناء من المعتقلين السياسيين ممن ينتمون إليهم وإلى جماعة الإخوان المسلمين التى كان على رأسهم رئيس البلاد الحالى الدكتور محمد مرسى.
التقرير الذى أعده مدير أمن شمال سيناء ومدير الإدارة العامة لمنطقة الأمن المركزى بسيناء وقيادات المديرية والقادة والضباط وقوات بقطاعى العريش 1 و2 وقطاع رفح، يتضمن بيانا بالأحداث التى بدأت يوم الثلاثاء 25 يناير بالتوقيت والوقائع وحصر العمليات وحجم القوات ورصد تحركات العناصر والقوى واستخدام الأسلحة والسيارات والخسائر والقتلى والمصابين، وقدمه المحامى أمير سالم عضو هيئة الدفاع عن المتهمين فى القضية إلى هيئة المحكمة.
ذكر التقرير أنه يوم الجمعة 28 يناير 2011 فى تمام الساعة 3.45 مساء تجمع نحو 200 سيارة كروز من البدو محملة بأسلحة آلية وثقيلة بمدخل الشيخ زويد، وقطعوا الطريق الدولى العريش رفح، وتم إطلاق الأعيرة النارية على القوات المصرية. وتبين أيضا إطلاقهم قذائف «آر بى جى» بصورة مكثفة على قسم الشيخ زويد واستهداف قطاع العريش للأمن المركزى، واستهداف قسم رفح واستهداف كمائن الشرطة، وتعرض قطاع شمال سيناء التابع للمنطقة (ج) لنيران كثيفة وقذف قسم شرطة رفح بقذائف «آر بى جى»، وكذا مكتب أمن الدولة وسقوط شهداء ومصابين.
وسرد التقرير الأعمال التى قامت بها هذه المجموعات، فتحت بند أقسام الشرطة، تم تدمير مكتبى جهاز مباحث أمن الدولة برفح والشيخ زويد، واحتراق أقسام الشرطة «رفح، رابع العريش، القوصيمة، الشيخ زويد» وكذا نقاط التفتيش بكل من مناطق «بلوظة، الفرما، السلام، النصر، بئر لحفن، بغداد، الخروبة، صدر حيطان، النقب» واحتراق نقطة إطفاء رفح بالكامل، وإتلاف الأبواب والشبابيك لقسم شرطة المركبات وقسم شرطة المرافق.
احتراق إدارة مرور شمال سيناء وبعض الوحدات التابعة لها «نخل، رفح، الضبعة»، واحتراق إدارة حماية البيئة، وتلفيات بالاستراحة الخاصة بضباط معسكر الأمن المركزى بمنطقة الأحراش برفح، نتيجة اضطلاع عدد من العناصر الجنائية البدوية بإطلاق أعيرة نارية ثقيلة «آر بى جى» على المعسكر.
إطلاق قذيفة «آر بى جى» على فرع الجهاز وإطلاق عدد 20 طلقة متعددة.. مما أسفر عن اختراق غرفة بالدور الرابع واحتراقها.
وتحت بند سيارات الشرطة، تم إشعال النيران بسيارة شرطة موجودة بدائرة قسم ثانى العريش.
وتحت بند الإصابات بأوساط الضباط والأفراد جاء:
إصابة النقيب محمد بدير رضوان «تم نقله إلى مستشفى رفح»، إصابة الملازم أول عبد الفتاح محمد عاشور «ادارة تأمين الأفواج» بطلق نارى من سلاحه الآلى على سبيل الخطأ، تعدى بعض العناصر الإخوانية بالضرب على الشرطى محمود عبد النبى عبد الله وسرقة سلاحه الميرى وكارنيه تحقيق الشخصية وما بحوزته من أموال.
اختفاء عدد 3 ضباط منتدبين من مديرية أمن الدقهلية منذ يوم 4 فبراير 2011، وهم: النقيب شريف المعداوى العشرى، والنقيب محمد حسين السعد إسماعيل، والنقيب محمد مصطفى الجوهرى، حيث يرجح اختطافهم من قبل العناصر البدوية حيث كانوا يستقلون السيارة رقم 166 ملاكى دقهلية ملك الأخير.
اختطاف مجموعة من الأعراب الملثمين الرائد محمد مصطفى إبراهيم، رئيس وحدة مباحث قسم شرطة كهرباء الدقهلية ومنتدب لتعزيز الخدمات الأمنية بمديرية أمن شمال سيناء، وإخلاء سبيله عقب سرقة السيارة خاصته رقم «681 ه ع ج - ماركة أوكتافيا» وسلاحه الشخصى وعدد 30 طلقة عيار 9 مللى، وجهاز اللا سلكى خاصته والتعدى عليه بالضرب دون إحداث إصابات.
وفاة أمين شرطة، جمعة حامد عبد الحميد، وإصابة ثلاثة من أفراد قوة الشرطة.
وتحت بند إتلاف ممتلكات عامة وخاصة، تم احتراق عدد من السيارات الخاصة.
كما حصلت «التحرير» على نسخة من المذكرة الهامة التى تقدم بها المحامى أمير سالم للمحكمة خلال جلسة الأحد الماضى، ويؤكد فيها أن هذه القضية تقوم على ارتكاب جريمتين كبيرتين، الأولى التخابر مع جهات أجنبية والثانية هروب محبوسين وإخفاء الجناة.
أما الجريمة الأولى التى تحدث عنها سالم فى مذكرته، فقد طالب المحكمة بتطبيق مواد قانون العقوبات الواردة بالكتاب الثانى الباب الأول الجنايات والجنح المضرة بأمن الحكومة من جهة الخارج المواد 77 و77 ب، 77 د، 78 ج.
حيث قامت عناصر تنظيم الإخوان المسلمين بالتخابر مع جهات أجنبية من دولة أجنبية، وسهلت لها المساس باستقلال البلاد واقتحام أراضيها بالقوة المسلحة فى تخطيط محكم وترتيب سابق عن عمد وإصرار وقصد جنائى، واقتحام السجون المصرية وهدمها وتدميرها، وإصابة وقتل العشرات من المواطنين والضباط والجنود وتهريب عشرات الآلاف من السجناء.
والجريمة الثانية التى تحدث عنها سالم فى مذكرته، قال إنه جاء النص عليها فى مواد قانون العقوبات المواد 138، 142، 143، 144، 145 من الباب الثامن بشأن هرب المحبوسين وإخفاء الجناة، حيث تنص تلك المواد على أن «كل إنسان قبض عليه قانونا فهرب يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر أو بغرامة، وترتفع مدة الحبس إلى سنتين أو بالغرامة، وكذا كل من مكن مقبوضا عليه من الهرب أو ساعده عليه أو سهله له، وكل من أعطى أسلحة لمقبوض عليه لمساعدته على الهرب يعاقب بالأشغال الشاقة من 3 سنوات إلى 7 سنوات، وكذا كل من أخفى بنفسه أو بواسطة غيره شخصا فر بعد القبض عليه أو متهما بجناية أو جنحة أو (صادر فى حقه أمر بالقبض عليه) وكذا كل من أعانه بأى طريقة كانت على الفرار من وجه القضاء مع علمه بذلك.
وطالب سالم فى مذكرته بضبط وإحضار المحبوسين الهاربين من سجن وادى النطرون الذين ذكرهم المحبوس الهارب -حسب ما جاء بالمذكرة- محمد مرسى لقناة «الجزيرة»، حيث شاهدته المحكمة وعرضته فى جلسة علنية وذلك تطبيقا لمبدأ قاعدة المساواة بين المواطنين أمام القانون، والتحقيق معهم فى شأن هروبهم ومن ساعدهم على الهرب من داخل السجون ومن خارجها والأدوات والأسلحة والذخائر التى استخدمت فى تهريبهم، ثم من ساعدهم على إخفائهم وهم: محمد مرسى وعصام العريان وسعد الكتاتنى ومحيى حامد ومحمود أبو زيد ومصطفى الغنيمى وسعد الحسينى، هؤلاء 7 أعضاء من مكتب الإرشاد، وكذا سيد نزيلى مسؤول الإخوان بالجيزة، وأحمد عبد الرحمن مسؤول الإخوان بالفيوم، وماجد الزمر وهو من شمال القاهرة، وصبحى صالح، وحسن أبو شعيش مسؤول الإخوان فى كفر الشيخ، وعلى عز وهو من المسؤولين بالإخوان بأسيوط، وآخرون.
وطالب سالم المحكمة باعتبار أن كشوف الهاربين من السجون التى تقدمت بها وزارة الداخلية تحت عنوان «كشوف استرشادية»، هى مجرد كشوف فيها قدر فاضح من إخفاء المعلومات وغير مختومة بخاتم رسمى وتسعى إلى تضليل العدالة والدفاع، وينطبق على كل من أسهم فى ذلك التضليل بدءا من وزير الداخلية نص المادة 145 عقوبات، والتى تنص على كل من علم بوقوع جناية أو جنحة أو كان لديه ما يحمله على الاعتقاد بوقوعها وأعان الجانى بأى طريقة كانت على الفرار من وجه القضاء، وكذا «بتقديم معلومات تتعلق بالجريمة وهو يعلم بعدم صحتها أو كان لديه ما يحمله على الاعتقاد بذلك أو إخفاء أدلة الجريمة والتلاعب فى المعلومات مع عدم صحتها» ويكون الحبس فيها مدة لا تتجاوز سنة وفى أحوال أخرى مدة لا تتجاوز 6 أشهر.
المصدر التحرير

البرادعي : سيناء وإثيوبيا أزمات قد تنتهي بكوراث وسط غياب للشفافية وعدم معرفة البدائل



 رئيس حزب الدستور والنسق العام لجبهه الإنقاذ الوطني الدكتور محمد البرادعي قال ان سيناء وإثيوبيا أزمات مزمنة قد تنتهي بكوارث.
وأضاف البرادعي عبر حسابة الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي " توتير " الأربعاء ان هناك غياب للحقيقة وانعدام للشفافية  موضحاً انه بالتالي لا نعرف البدائل المتاحة للتعامل مع هذه الأزمات .
 وأختتم البرادعي تعليقة قائلا " ثم يتساءلون لماذا يتمرد المصريون "

حرب ساخرة بين البرادعى وباسم يوسف.. البوب: سأقدم بلاغ ضد برنامجه لأنه تمرد..ويوسف:وكأن ثورة لم تقم



اشتعلت حرب ساخنة ساخرة بين الدكتور محمد البرادعى، وباسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج» عبر موقع التواصل الإجتماعى «تويتر»، وذلك فى سخرية من الواقع الذى يعيشه المصريين حالياً ما بين تمرد ضد مرسى، وبلاغات ضد الإعلاميين ورجال الساسة وإلقاء التهم دون دليل، واتهامات للمعارضة بالخيانة.
قال الدكتور محمد البرادعى، مساء اليوم الأربعاء، أن «باسم يوسف» يتمرد ضده، وذلك بعد أن دعا يوسف أول أمس الثلاثاء متابعى البرادعى بعمل «عدم تتبع» له على حسابه الخاص على تويتر.
وأضاف «البوب» ساخراً، عبر حسابه الخاص على «تويتر»، أنه يهيب بكل المواطنين الشرفاء عدم مشاهدة «البرنامج» لحين تقديمه بلاغ يتهم باسم يوسف بالتحريض على إزدراء تويتر.
وختم البرادعى تغريدته بالأيموشن الشهير «:)».
ورد باسم يوسف، فى تغريدة له منذ قليل «لقد أعلن البوب الحرب على.. لقد أغتر بعدد متابعيه.. كأن ثورة لم تقم».
كان باسم يوسف، مقدم برنامج «البرنامج» على قناة «cbc»بعد تخطي متابعي حسابه على «تويتر» عدد متابعي حساب الرئيس محمد مرسي، قال إن «الدور على البوب» فة إشارة إلى محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، والأكثر شعبية على «تويتر».
وطالب باسم يوسف متابعيه بعمل «أنفولوا، وبلوك، وسبام البرادعي، حتى يتم إسقاطه من عرش «تويتر».
المصدر التحرير

ابراهيم عيسى يكتب : إثيوبيا.. وها هى تفعل!



بعد أربع وعشرين ساعة تقريبا من عودة مرسى من إثيوبيا قررت أديس بابا وأقدمت وعزمت وفعلت ونفَّذت ضربتها!
غيَّرت مجرى النيل الأزرق من أجل استكمال بناء سد النهضة (تمت ثمانية عشرة فى المئة من عملية بنائه).
السد نفسه خطر داهم على حصة مصر فى مياه النيل (التى لا تعترف بها إثيوبيا أصلًا) وعلى تدفق النيل لمصر أساسا.
إثيوبيا مصممة ومصرّة وتقول وتفعل، وها هى تفعل!
أما مصر مرسى فهى كمرسى مبارك.
كان النظام السابق متعاليا متغطرسا مع إثيوبيا وتبادل مع نظامها كراهية غريبة تتناقض مع عمق الاحتياج المصرى إلى إثيوبيا.
النظام الحالى للإخوان عاجز وفاشل وقليل الحيلة ومنقطع العلاقة مع إثيوبيا، بل وبينهما كارثة اسمها التيار الإسلامى فى الصومال والبحر الأحمر الذى يشكل خطرًا وحربًا على إثيوبيا، وهو حليف تقليدى للإخوان وتنظيمات الجهاد المصونة والمحصَّنة فى حكم مرسى!
كيف يحل مشكلة مع إثيوبيا وهو نظام لا يستطيع التوافق مع معارضة مصرية فى الداخل؟ وجهول لا يتمكن من حل مشكلات بلده فى الداخل، ولا أصدقاء له فى العالم العربى إلا قطر، ولا أصدقاء له فى العالم غير العربى إلا تركيا وأمريكا، ولا شعبية مع شارعه ولا زعامة مع جماهيره ولا إنجاز مع حكومته (لا تنسَ الفاشل هشام قنديل، وكما هو فاشل بحكومته فهو مساهم مدهش فى غرق البلد فى مشكلة المياه كمدير مكتب وزير رى الحزب الوطنى وحتى صار وزير رى ما بعد الثورة!).
ما فعلته إثيوبيا من استقبال مرسى بطريقة لا تليق برئيس مصر، وبإهمال وتجاهل وصل إلى حد قطع الصوت عليه فى أثناء خطابه (الطويل كالعادة، الملىء بالثرثرة الزائدة كالعادة) يبيِّن بوضوح (الذين يعميهم ولاؤهم للإخوان لا أمل فى بصر أو بصيرة مفاجئة) أن هذه الجماعة تجلس على كرسى أكبر منها جدا.
وهذا درس قاسٍ لمحمد مرسى.
لكنه غير قابل لاستيعاب الدروس.
ما شهدناه على مدى عام يؤكد أن مرسى لا يستوعب شيئا من ردود فعل قراراته ولا يتعلم من أخطائه، بل هو صورة أمينة ومخلصة لجماعته فى العناد والجلد التخين والغطرسة الفارغة!
هذه أصلا جماعة عمياء عن الحقيقة وتعيش عالمها السرى التحتى وواقعها الافتراضى الذى تتلقى فيه المعلومات من سيدها المرشد وليس من الواقع الفعلى.
إثيوبيا صفعت الحكم فى مصر صفعة موجعة ومؤلمة ومهينة.
الرد هو التهوين والتهبيل أو التهويل والتهليل لكن لا رد حقيقى واعٍ عملى سريع فعال.
فى مواجهة ما أقدمت عليه إثيوبيا سنسمع من مرسى وغيره من جماعته تخبيطا وتخليطا ووعودا فى الهواء ورعودا من البلاغة المنبرية ولا شىء آخر.
فقط بلد ينحدر تحت حكم بلا كفاءة.. وجماعة بلا عقل.. بلا خيبة!
المصدر التحرير

مؤتمر لعبد الحليم قنديل بالروضه

بالامس اقيم مؤتمر جماهيرى نظمه التيار الشعبى بحضور الصحفى المناضل الكبير / عبد الحليم قنديل
تحدث فيه عن النظام المجود وماهو الا استنساخ لنظام مبارك وتكلم عن حملة تمرد وقال انها تشبه كثير ما حدث لنظام مبارك فى اخر ايامه وتفاءل وقال ان الثورة ستنتصر وان النظام الموجود سيرحل ودعا الناس للنزول للميادين حتى زوال هذا النظام والدعوة لانتخابات رئاسية نتحتكم فيها للشعب
صورة

علاء الأسواني يكتب.. من يطرد الخرفان؟!


حدث ذلك فى واحدة من أجمل الغابات وأكثرها خيراً وثراء، ابتليت الغابة بحكم الفيل الظالم الفاسد، الذى استعان بالذئاب والخنازير لإخضاع الحيوانات. كانت الذئاب تهاجم الحيوانات كل ليلة وتلتهمها، والخنازير تأكل الجيف وتتناسل. لم تعد الحيوانات آمنة على حياتها ورزقها وفاحت رائحة الخنازير الكريهة فى أنحاء الغابة، ولما فاض الكيل بالحيوانات أعلنت الثورة ضد حكم الفيل وجرت موقعة ضارية قُتل فيها مئات الحيوانات، لكنهم فى النهاية انتصروا على الفيل وطردوه مع خنازيره وذئابه خارج الغابة. فوّضت الحيوانات الزرافة للحديث باسمها فذهبت للقاء الأسد وقالت:
- أيها الأسد العظيم أنت تقود مجموعة من الأسود الشجعان، ولطالما دافعتم عن غابتنا ضد كل من يريد بها شراً.. أرجوك تولَّ أمرنا، فنحن نحبك ونثق بك.
تولى الأسد أمر الغابة، وسادت حالة من التفاؤل والسرور فى البداية، ولكن بمرور الأيام لاحظت الحيوانات أن الأسد يستعين دائماً بالخرفان، حتى بدا واضحاً أنه سوف يسلم حكم الغابة إليهم. عندئذ اجتمعت الحيوانات للتشاور فقال الهدهد:
ــ احذروا يا زملائى. من الواضح أن الأسد عازم على تسليم السلطة للخرفان.. الخرفان كاذبون وأنذال لا يحفظون العهود ولا يراعون الحقوق، كل ما يهمهم تحقيق مصالحهم بأى طريقة.
صاحت النعامة:
ــ لقد ثرنا على الفيل الظالم وذئابه وخنازيره من أجل أن نعيش بأمان وكرامة. وها هو الأسد سيمنح الحكم للخرفان الأنذال. يا لضيعة الدماء التى راحت هدراً!!
على أن الحمار كان له رأى آخر فقد أصدر نهيقاً وقال:
ــ يا جماعة لماذا تتوقعون الشر قبل وقوعه؟! من قال لكم إن الخرفان سيحكمون الغابة؟!
قال الهدهد:
- افهم يا حمار. كل الدلائل تؤكد أن هناك اتفاقاً بين الأسد والخرفان. لقد قمنا بثورة على حكم الفيل حتى نقضى على الظلم ونعيش فى أمان. سترى بنفسك أن حكم الخرفان ليس أفضل من حكم الفيل.
يوماً بعد يوم تحققت المخاوف، إذ تولى الخرفان حكم الغابة بالكامل وانسحب الأسد إلى العرين. سرعان ما اكتشفت الحيوانات أن حكم الخرفان ليس إلا الوجه الآخر من حكم الفيل. نفس الظلم ونفس الاعتداء على الحقوق ونفس الأكاذيب، بل إن الخرفان استعانت بالذئاب المتوحشة التى عادت إلى مهاجمة الحيوانات الآمنة تماما كما كانت تفعل أيام الفيل. ساد الإحباط بين الحيوانات، وذات ليلة بينما الزرافة تتجول وحدها وهى حزينة اعترض طريقها خنزير وقال:
ــ مساء الخير أيتها الزرافة. أعلم أنك حزينة من أجل ما يفعله الخرفان.. نحن الخنازير أيضا مستاءون مما وصلت إليه غابتنا. لقد ثرتم ضد الفيل العظيم وطردتموه وها أنتم تدفعون الثمن.
أجابت الزرافة بحدة:
- الفيل لم يكن عظيماً بل كان ظالماً وفاسداً، وهو السبب فى كل مصائبنا. أنتم يا خنازير كنتم شركاءه وأدواته فى الظلم والنهب والفساد.
تنهد الخنزير وقال:
ــ فلننس الماضى يا زرافتى العزيزة. لقد جئتكم برسالة صداقة من الخنازير. أعرف أنكم تعدون العدة لثورة جديدة ضد الخرفان. أنا أحذركم لأن الخرفان اتفقوا مع مجموعات كبيرة من الذئاب سيمزقونكم إرباً لو تمردتم عليهم.
زفرت الزرافة بقوة وأدارت عنقها الطويل يميناً ويساراً (كعادتها إذا انفعلت)، ثم قالت:
- لا تستهن بنا أيها الخنزير. نحن حيوانات الغابة عددنا أكثر بكثير من الخرفان والذئاب جميعا، كما أننا مقاتلون شجعان ومستعدون للدفاع عن حقوقنا إلى النهاية حتى لو هلكنا جميعاً.
- أنا لا أشكك فى شجاعتكم. كل ما أرجوه منكم أن تغلّبوا العقل على العاطفة. إن عهد الفيل العجوز قد انتهى وهو الآن ينتظر الموت بهدوء بجوار النهر.. نحن مئات من الخنازير المدربة وإذا تحالفتم معنا سنقضى على الخرفان فى يوم واحد. أيتها الزرافة أرجو أن توافقى على طلبنا نحن الخنازير بالانضمام إليكم لنطرد الخرفان من الغابة. زفرت الزرافة مرة أخرى وقالت:
- أنا لا أملك حق الحديث باسم الحيوانات فى هذا الأمر. أمهلنى يوماً واحداً أيها الخنزير.
- هذه فرصة ذهبية لا تضيعوها من مخالبكم. نحن الخنازير فى انتظار إشارة منكم لكى ننضم إليكم ونحارب الخرفان.
هزت الزرافة رأسها وكأنها تفهمت وقالت:
ــ غداً هنا فى نفس الموعد سأخبرك برأى الحيوانات.
تلك الليلة لم تنم الزرافة، ذهبت إلى الحيوانات جميعاً. كانت تشرح الموضوع أمام كل مجموعة من الحيوانات، ثم تستمع باهتمام إلى آرائهم، وبينما هى تتحدث مع الحمير قال أكبرهم سنا:
- أنا أقبل عرض الخنزير. أهم شىء الآن أن نطرد الخرفان بأى طريقة. يجب أن نستعين بالخنازير القوية فى حربنا ضد الخرفان.
أما النسناس فقد تشقلب مرتين فى الهواء، ثم تعلق بجذع الشجرة وبدا عليه التفكير وقال:
ــ أيتها الزرافة أنا أرفض هذا العرض.. كيف نستعين بالخنازير الذين ثرنا ضدهم، والذين قتلوا المئات من زملائنا أثناء الثورة الأولى؟! هذا أمر لا أقبله أبدا.
أما النعامة فقد انحنت حتى لامست الأرض وراحت تحك منقارها فى التراب، ثم رفعت رأسها وقالت:
- أيتها الزرافة إذا كنتِ قد نسيتِ ما فعله الخنازير فينا أيام حكم الفيل الطاغية فأنا لم أنس. أنا أفضل الموت على أن أتعاون مع الخنازير المجرمين.
فى النهاية ذهبت الزرافة إلى عرين الأسد.. وقفت أمامه وأحنت رقبتها الطويلة احتراما وقالت:
- أيها الأسد العظيم. يا من دافعت أنت وأبناؤك الأسود عن غابتنا عشرات المرات. أنت يا من نطمئن جميعاً بوجودك معنا، ويا من يخشى الأعداء بأسك وقوتك. تكلم. قل لنا كيف تفكر. لقد ثرنا ضد الفيل الظالم الفاسد فابتلانا الله بحكم الخرفان، وهم لا يقلون ظلماً وفساداً عن الفيل.
تثاءب الأسد وقال:
- ماذا تريدين منى أيتها الزرافة؟!
- أريدك أن تفصح عن موقفك أيها الأسد. أنت تتصرف بشكل غامض. هل أنت معنا أم مع الخرفان؟
- أنا مع كل ما يحقق خير الغابة.
- هذا كلام عام بلا فائدة.. هل ستساعدنا فى التخلص من الخرفان؟ أجبنى بوضوح أيها الأسد.
تثاءب الأسد من جديد وقال:
- سأجيبك فيما بعد أيتها الزرافة. أريد أن أنام الآن.
خرجت الزرافة وهى تقول لنفسها: «لا فائدة من هذا الأسد. لا يمكن أن نعتمد عليه. من الواضح أنه متواطئ مع الخرفان».
فى الموعد المحدد جاء الخنزير وقال:
- هل استشرت الحيوانات أيتها الزرافة؟!
ردت الزرافة بهدوء:
- باستثناء بعض الحمير، فإن الحيوانات جميعاً يرفضونكم أيتها الخنازير، لأنكم شاركتم الفيل فى ظلمه وفساده. لقد ثرنا ضدكم فكيف نتعاون معكم بعد ذلك؟ لن يحدث ذلك أبدا.
صاح الخنزير غاضبا:
- هذا هو الغباء بعينه. لقد دمرتم الغابة بغبائكم وخيبتكم.. صرنا نعيش فى فوضى وخراب ونتمنى يوماً واحداً من حكم الفيل العظيم.
ــ بالنسبة إليكم كان الفيل عظيما أيتها الخنازير، لأنه منحكم ما لا تستحقونه، أما نحن الحيوانات فلا نزال نرى الحقيقة. أيتها الخنازير أنتم والخرفان سواء فى الظلم والفساد. لابد أن نتخلص منكم جميعا.
صاح الخنزير:
- اللعنة عليك وعلى حيواناتك.
رفعت الزرافة قدمها مهددة وقالت:
- انصرف من هنا إذا كنت حريصاً على حياتك.
خاف الخنزير وولى هاربا. ساعة الفجر كانت الحيوانات كلها قد استعدت، طبقا للاتفاق. كانوا يعلمون أن الخرفان لا يستيقظون قبل الضحى، وبالتالى قرروا أن يشنوا الهجوم مبكرا.
وقفت الزرافة وقالت:
- أيتها الحيوانات الشجاعة. تذكروا زملاءنا الذين قتلهم الفيل بواسطة ذئابه وخنازيره. لقد ماتوا وهم يحلمون بالعدل. ها أنتم تثورون مرة أخرى من أجل العدل. لقد رفضتم أن تتعاونوا مع الخنازير ولقد تخلى عنكم الأسد وتواطأ مع الخرفان. قدركم أن تقاتلوا وحدكم، لكنكم ستنتصرون بشجاعتكم.
كان صوت الزرافة الرفيع الرنان يعكس حماساً صادقاً أثّر فى الحيوانات، فالتهبت مشاعرهم وهجموا على الخرفان النائمين الذين استيقظوا مفزوعين واستدعوا الذئاب المتوحشة التى بدأت قتالاً ضارياً ضد الحيوانات الثائرة. كانت الذئاب تثب على رقبة الضحية فتقتلها بعضة واحدة من أسنانها الحادة. سقط ضحايا كثيرون، وقبيل الظهر بدا واضحاً أن الثورة على وشك الاندحار فقد قتل الذئاب عددا كبيرا من الحيوانات وبدأت الحيوانات الثائرة تحس بالوهن واليأس، على أنهم فجأة استمعوا إلى زئير رهيب، وسرعان ما ظهر الأسد الكبير ومعه مجموعة من الأسود انقضوا على الذئاب وأوسعوهم تمزيقا بمخالبهم، سقط نحو عشرة ذئاب قتلى ولاذ الباقون بالفرار، ولما تأكد الخرفان من هزيمتهم استلقوا جميعاً على الأرض وناموا على جنوبهم وكأنهم يعلنون استسلامهم ويستدرون عطف الأسد الذى زأر بقوة وقال:
- أيتها الخرفان لقد صبرت عليكم حتى ظنت الحيوانات بى الظنون. منحتكم الفرصة لكى تعودوا للحق لكنكم ازددتم فى الظلم والعدوان حتى استعنتم بالذئاب فى قتل الحيوانات البريئة تماما كما كان الفيل الظالم يفعل. هنا كان لابد أن أتدخل لأحمى الحيوانات من شركم. إن واجبنا نحن الأسود ليس فقط الدفاع عن الغابة ضد هجوم الأعداء، لكن واجبنا أيضاً أن نحمى الحيوانات البريئة من العدوان الظالم. ارتفعت أصوات الحيوانات بالشكر الحار للأسد القائد، الذى زأر مرة أخرى وكأنه يرد التحية وقال:
- الآن وقد قمت بواجبى وطردت الخرفان من الحكم سأعود مع زملائى إلى العرين. أيها الإخوة الحيوانات سأترك لكم اختيار من ترونه مناسباً لكى يحكم بدلاً من الخرفان. من تريدون لكى تمنحوه حكم هذه الغابة؟
ارتفعت أصوات الحيوانات جميعاً هاتفين باسم الزرافة، التى بان عليها الخجل فأطرقت وراحت تحرك سيقانها وتحك الأرض بحوافرها، ثم تطلعت نحو الحيوانات وصاحت:
- أشكركم يا إخوتى على هذه الثقة الغالية، وأشكر الأسد العظيم لأنه قهر الذئاب المتوحشة وساعدنا على التخلص من الخرفان الأشرار. أعدكم بالعدل الذى طالما حلمنا به وقاتلنا من أجل تحقيقه.
عمت صيحات الفرح الغابة كلها، إذ أحست الحيوانات لأول مرة بأن ثورتها نجحت وبأنها تبدأ عهداً جديداً.
الديمقراطية هى الحل

حتى النيل.. ضاع


حتى النيل.. ضاع
دخلت مصر مرحلة العد التنازلى لأيام العطش، بعد إعلان إثيوبيا بدء عملية تحويل مجرى النيل الأزرق لاستكمال مشروع بناء سد النهضة الذى يتوقع خبراء أن ينتقص نحو 20% من حصة مصر من مياه النيل، ووصف سياسيون الموقف الإثيوبى بأنه استهانة بمصر وإعلان حرب عليها بعد ساعات من عودة الرئيس محمد مرسى من أديس أبابا.
كان التليفزيون الإثيوبى الرسمى قد بث، صباح أمس، احتفالات تحويل مجرى النيل لبناء سد النهضة. ونقلت وكالة الإذاعة والتليفزيون الإثيوبية كلمة نائب رئيس الوزراء، ميكونين ديميكى، التى قال فيها: «تم بنجاح تحويل مجرى النيل لتعظيم الاستفادة من الموارد الوطنية». ووصف السفير السودانى بالقاهرة، كمال حسن، قرار إثيوبيا بـ«الصادم»، مشيراً إلى أن هناك اتصالات متواصلة مع الجانب المصرى، وتجرى حالياً دراسة مطالبة الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لبحث الأمر.
وكشفت مصادر سيادية لـ«الوطن» عن أن المخابرات العامة ووزارة الخارجية حذّرتا، فى تقارير عديدة، الرئيس محمد مرسى من أزمة سد النهضة واحتمال تحويل مجرى النيل الأزرق، وأوصتا باتخاذ قرار سياسى حيال تلك الأزمة قبل تصاعدها، لكن الرئاسة لم تهتم، وفضّلت الحلول السلمية.
وقال مصدر عسكرى مسئول: إن القوات المسلحة ليست لديها النية للقيام بأى عملية عسكرية ضد إثيوبيا فى القريب العاجل، لتجنب انقلاب الرأى العام العالمى ضد مصر، موضحاً أن القوات المسلحة قد تتسلم إدارة ملف مفاوضات الأزمة فى حالة فشل الجهود الرئاسية.
وحمّل عدد من السياسيين ورؤساء الأحزاب الرئيس محمد مرسى مسئولية الخطوة الإثيوبية.. وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى: «إن الإخوان جعلوا من مصر دولة ضعيفة بلا قيمة، وإذا لم يتحلّ النظام بالشجاعة الكاملة لمواجهة الأزمة فلا أعتقد أن الشعب سيسمح له بالاستمرار». واعتبر الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارات «مرسى» لـ«أديس أبابا» حملت دلالات على استهانة الحكومة الإثيوبية بنظيرها المصرى. وتوقع الدكتور عبدالفتاح شاهين، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس الشورى، فى تصريح لـ«الوطن»، أن يؤثر سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل بنحو 20%.
وتقدم نواب بمجلس الشورى بطلبات إلى الدكتور أحمد فهمى، رئيس المجلس، لعقد جلسة طارئة، وحمّلوا الرئيس محمد مرسى المسئولية الكاملة عن العجز المائى المنتظر حدوثه على خلفية اتخاذ القرار الإثيوبى بعد انتهاء زيارته لـ«أديس أبابا». واعتبر عبدالشكور عبدالمجيد، عضو لجنة الأمن القومى، أن القرار الإثيوبى إعلان حرب. 
المصدر الوطن
الثلاثاء، 28 مايو 2013

بعد إعلان كارثة سد النهضة مجلس الوزراء: لدينا سيناريوهات جاهزة للتعامل مع نتائج تحويل مجرى النيل الأزرق



بعد إعلان أثيوبيا تحويل مجري النيل الأزرق أعلن مجلس الوزراء أن مصر لديها سيناريوهات جاهزة للتعامل مع كافة النتائج المتوقعة عن تحويل مجرى النيل الأزرق.
وقال المجلس فى بيان، أصدره محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والرى، اليوم الثلاثاء، أن اجراءات تحويل الانهار عند مواقع انشاء السدود هو اجراء هندسى بحت يهدف الى اعداد الموقع لبدء عملية الانشاء، لكن عملية التحويل لاتعنى منع إمرار او جريان المياه التى تعود من خلال التحويلة الى المجرى الرئيسى مرة أخرى.
وأشار بهاء الدين إلى قيام أثيوبيا بإجراءات الانشاء منذ فترة لا تعنى موافقة مصر على إنشاء سد النهضة، موضحاً أننا «مصر» مازلنا فى انتظار ما ستسفر عنه أعمال اللجنة الثلاثية المتوقع أن ترفع تقريرها خلال أيام إلى الدول الثلاث «مصر وأثيوبيا والسودان».
وقال «موقفنا المبدئى هو عدم قبول مصر بأى مشروع يؤثر بالسلب على التدفقات المائية الحالية».
وأعلنت أثيوبيا بشكل مفاجىء أمس الاثنين عن بدء إجراءات تحويل مجرى النيل الأزرق لإنشاء سد النهضة، الأمر الذى آثار جدلا واسعا بين دول حوض النيل بالنظر إلى الأضرار المائية التى تلحق بمصر والمترتبة على الإجراءات الأثيوبية.
وجاء الإجراء الاثيوبى عقب ساعات من مغادرة  محمد مرسى، أديس أبابا، حيث كان يشارك فى أعمال القمة الاستثنائية لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي؛ احتفالاً بالذكرى الـ50 (اليوبيل الذهبى) لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية.
وأضاف البيان «أزمات توزيع وادارة المياه التى نواجهها فى مصر هذه الايام وشكاوى المزارعين من نقص المياه تؤكد اننا لانستطيع التفريط فى نقطة مياه واحدة من الكمية التى تأتى الينا من أعالى النيل».

تمرد: اقتربنا من 8 ملايين توقيع وسنعلن عن الأسماء بالرقم القومى


قال محمد هيكل عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد، إن الحملة اقتربت من 8 ملايين توقيع لسحب الثقة من الدكتور محمد مرسى والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، لافتا إلى أن الأرقام فى تزايد مستمر بمثابة كل ثانية، وسيتم الإعلان عن الأسماء التى وقعت كاملة على موقع الحملة الرسمى الذى سيطلق خلال أيام منعا لأى محاولة تزوير أو محاولة تكرار للأسماء.


وأضاف هيكل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الشعب المصرى هو من يحمى استمارة الحملة المتداولة فى الشارع من أى محاولة تزوير، لأنه يعرف نص الشكل النهائى الذى طرحته الحملة، ويعرف المكتوب وهو القادر على حمايته لان هذه الحملة هى ملك للشعب كله .


وأشار هيكل إلى أن الحملة طالبت المصريين التوقيع مرة واثنين وثلاثة ونحن سنقوم بفرز هذه التوقيعات وتسجيل الاسم مرة واحدة والإعلان عنه على موقعنا، لافتا إلى أن الذى دفعهم لهذا هو أن عددا من الإخوان كانوا يجمعون استمارة الحملة على أنهم أعضاء فيها، ويقومون بإعدام هذه الاستمارات .

ثروت الخرباوى يكشف: أئمة الشر.. الإخوان والشيعة.. الجذور «7»




فى عام 1938 زار روح الله الموسوى مقر الإخوان الذى أصبح فى ما بعد الخمينى مفجر الثورة الإيرانية
الإخوان حريصون على إخفاء جميع وثائقهم ولا يسمحون أبدا بالإفراج عنها أو خروجها إلى النور مهما مرت عليها السنوات
تمر السنوات، وتتعاقب الأحداث، ويمسى الحاضر ماضيا، ومع ذلك يظل هذا الماضى شاخصا أمام أبصارنا حين يضبطه التاريخ، ولكن ترى هل ضبط التاريخ له يماثل ضبط «الكاميرا» للصورة، فتصل لنا الأحداث كما هى بلا رتوش ولا حذف ولا إضافات؟ أم أن قلوب البشر تنقل إلينا ما وقر فيها وما استقبلته مضمخا بالمشاعر، فنعجز عن معرفة التاريخ المجرد إلا بالتقريب؟
كم هى مهمة شاقة تلك التى نتعهد أنفسنا بها، حينما نسرد ما يحدث فى زمننا لتقرأه الأجيال القادمة، فذات يوم سيصبح واقعنا تاريخا، ولكن زمننا يختلف عن الأزمان السابقة، فسهولة توثيق الأحداث اليومية فى العصر الحالى تجعل مهمة رصد التاريخ للوقائع مهمة هينة بالمقارنة بما كان يحدث فى الماضى، ولكن تظل الصعوبة قائمة حينما نحاول رصد تاريخ جماعة سرية، تخفى أفكارها والأحداث التى تمر بها أو تنتويها، تحيط نفسها بأسوار عالية، بحيث لا يستطيع أحد تسورها أو الولوج فى دهاليزها، تضع أوراقها السرية فى توابيت مغلقة، بحيث لا يستطيع أحد أن يقرأها أو يقترب منها، فالاقتراب من «الأوراق المخفية» لدى أى جماعة من الجماعات السرية يعد بمنزلة الاقتراب من منطقة ملغومة شديدة الخطورة، إذ لا تسعى أى جماعة إلى إخفاء بعض أوراقها وجعلها فى «طيات النسيان» إلا إذا كانت هذه الأوراق تشير إلى حقائق ترغب الجماعة فى إخفائها عن الأنظار إما لخطورتها، وإما لأنها قد تكشف عن توجهات فكرية أو حركية تمثل منهجا حقيقيا للجماعة غير منهجها أو خطابها المعلن.
وكما بعض الدول تفعل جماعة الإخوان السرية، فإذا كانت الدول تخفى وثائقها وتحيطها بالسرية وتضع عددا من السنوات للكشف عنها، فإن جماعة الإخوان تسعى دائما إلى إخفاء جميع وثائقها، إلا أنها -كعكس الدول- لا تسمح أبدا بالإفراج عن هذه الوثائق.
إلا أن أبرز ما تقع فيه الجماعة التى تشعر بالاضطهاد هو مسارعتها للاحتماء بقوى خارجية -خارج الجماعة أو خارج الدولة- بغض النظر عن أى اعتبارات وطنية، وقد يتداخل مع الرغبة فى الاحتماء بالقوى الخارجية شعور الجماعة بالاستعلاء والتفرد وإحساسها بأنها «حامل أختام الحقيقة»، وأن ما لديها من صواب يجب أن ينتصر على «أصحاب الضلالة»، وأنه فى سبيل الانتصار للحقيقة يحق للجماعة أن تسلك الوسائل التى ترى أنها قد تحقق لها هذا «النصر المنشود» حتى ولو كان هذا الطريق هو مخالفة ثوابت الأمة العقائدية والوطنية.. فلا رأى إلا ما يرى القادة.. وهذا هو منطق الطغاة فى كل العصور، وهو نفسه منطق الفراعين الذى حدثنا عنه ربنا سبحانه وتعالى «قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد» (غافر: ٢٩)، وتبرير كل فرعون لطغيانه هو أنه صاحب الرأى والمُلك والقيادة «أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون» (الزخرف: ٥١)، ولأن قادة الإخوان مثلهم مثل كل الفراعين الطغاة، فلا اختلاف عندهم فى الرأى، لأن الاختلاف ينهض بسبب تنوع الأفهام، أما فى الإخوان فلا تعدد للأفهام ولكن معظمهم إلا من رحم ربى يتماهى فى عقل رجل واحد هو من تحكم فى مقاليد أمورهم.
وفى تاريخ الإخوان القديم ورقة ظلت مخفية لا يعرف أحد عنها شيئا، ورقة أذهلتنى حين عرفتها، كانت مخبأة فى أحد دهاليز الجماعة دون أن يلتفت إليها أحد أو يشعر بقيمتها التاريخية، كانت هذه الورقة تحتوى على خبر زيارة لمقر الإخوان فى مصر قام بها سيد روح الله مصطفى الموسوى الخمينى عام 1938، وتشير هذه الورقة إلى أن ثمة لقاء خاصا تم بين المرشد الأول للجماعة الأستاذ حسن البنا والسيد روح الله مصطفى الخمينى الذى أصبح فى ما بعد الإمام آية الله الخمينى مفجر الثورة الإيرانية، ولكن مما يؤسف له أن أحدا من الذين عاصروا هذه الواقعة لم يدوِّن أحداثها ووقائعها، رغم أن زيارات أخرى قامت بها شخصيات شيعية شهيرة لمقر الإخوان بمنطقة الدرب الأحمر وصلت إلينا أخبارها وبعض تفصيلاتها.
فذات يوم من أيام 1992 وبمحض الصدفة وقعت تحت يدى بعض تفصيلات تلك الزيارة المجهولة التى قام بها الخمينى للإخوان عام 1938، لم تصل لى أخبار الزيارة فحسب، ولكن وقعت تحت يدى ورقة تحمل خبر هذه الزيارة، كانت هذه الورقة مطوية ومنسية مثلها مثل عشرات بل مئات من الأوراق التى بعثرها قادة الإخوان فى كل مكان دون اهتمام، وكأن وثائق الجماعة عورة ينبغى التخلص منها!!
ما قصة هذه الورقة؟ وما محتواها؟ فى غضون عام 1992 كان قسم المهنيين فى الإخوان قد قرر خوض انتخابات نقابة التجاريين، وقام القسم باختيارى وأحد المحامين من الإخوان للإشراف القانونى على هذه الانتخابات ومتابعة المخالفات القانونية وتقديم الطعون، وكان لا بد أن نتخذ لأنفسنا مقرا ثابتا لنتابع من خلاله «يوم الانتخابات»، وكان هذا المقر هو مقر الجماعة الرسمى الكائن بشارع سوق التوفيقية القريب من نقابة التجاريين.
ذهبنا إلى المقر بعد صلاة الفجر بقليل، وتقابلنا مع فريق العمل من المحامين، وكلفناهم بالمهام وأعطيناهم رقم التليفون الخاص بالمقر لإبلاغنا بكل التطورات والأحداث، ورتبنا كل الأمور قبل أن تطأ قدم إخوانية أرض المقر، ثم فرغنا بعد ذلك لقراءة أذكار الصباح، وبدأت الأقدام تتوالى على المكان.
كانت المكالمات الهاتفية التى تلقيناها من فريق العمل قليلة، واليوم يمر بلا مشكلات تقريبا، وكعادتى اتجهت إلى رفوف المكتبة أبحث فيها عن كتاب أقضى معه وقتى، إلا أن عينى اتجهت صوب «رزمة» من المجلات القديمة، فحملت بعضا من هذه الرزمة وجلست على أحد المكاتب أتصفحها، كانت هذه الرزمة تحتوى على أعداد متفرقة من مجلة «النذير» الإخوانية القديمة التى أصدرها الإخوان عام 1938، وفى أثناء تصفحى بعض الأعداد دخل علينا الأخ الذى يقدم الخدمة للمترددين على المكان، وقال لنا إن المرشد الأستاذ حامد أبو النصر حضر إلى المقر وهو بحجرته الآن ويريد أن يرانا ويعرف منا تطورات انتخابات التجاريين.
حين دخلنا عليه وجدته جالسا على أريكة بجوار مكتبه، أقبل عليه الأخ الذى معى وانكب على يديه مقبلا إياها، وقعتُ فى حرج، هل أفعل كما فعل الأخ؟ أم أتبع سنة النبى صلى الله عليه وسلم، إذ كان الصحابة عندما يقابلونه يسلمون عليه مصافحة؟ وبسرعة وجدت حلا وسطيا، إذ قمت بالسلام عليه مصافحة وقبلت رأسه، فابتسم الرجل، وأخرج من جيبه بعض قطع من الحلوى وأعطاها لنا وهو يقول إنه اعتاد «تحلية» فم زواره حتى يحلى الله فمه يوم القيامة، جلسنا بجواره نتكلم ونتضاحك وقصصنا عليه أحداث انتخابات نقابة التجاريين، وأفهمناه أن التصويت سينتهى فى الخامسة مساء وبعدها يبدأ الفرز، وقبل أن ننصرف من حجرته أخبرته أننى رأيت فى المكتبة بعض أعداد من مجلة «النذير»، واستأذنته أن آخذ ثلاثة أعداد منهن إلى بيتى لأستكمل القراءة، فأذن لى، على أن أستأذن من الأخ المسؤول عن المقر.
وبعد عدة أيام وفى بيتى جلست أتصفح أحد أعداد المجلة ذات مساء، كانت المقالة الأولى التى وقعت عليها عينى تتعلق بإيران وتشرح وتحلل لتاريخها، وكيف أنها درة من درر الشرق، وأنها دولة هادئة مسالمة، وفى أثناء القراءة إذا بورقة تقع من المجلة، أمسكتها فوجدتها صفراء قديمة، يبدو أنها ظلت داخل صفحات هذا العدد من المجلة سنوات وأحقاب عديدة حتى بهت لونها، كانت هناك بعض كلمات فى الورقة، قرأت النص المكتوب ثم التفت عنه، بل كدت أن أرمى الورقة فى سلة المهملات، إذ لم يقع فى خاطرى أنها ذات أهمية، ولكن هاجسا انتابنى دفعنى إلى طى الورقة ووضعها فى مكانها بالمجلة، كان النص المكتوب فى الورقة الصفراء هو (الأخ الكريم محمود عبد الحليم رعاه الله رجاء سؤال الأستاذ المرشد عن زيارة رجل الدين الشيعى روح الله مصطفى الموسوى لفضيلته فى المقر، هل من المناسب أن نكتب فى العدد القادم من المجلة عن تفاصيل هذه الزيارة أم أن فضيلته ليس له رغبة فى ذلك، عن نفسى فإننى أحب أن أكتب مقالة بنفسى عن هذا الأمر وعن الذى قاله الأستاذ فى خصوص أن نعمل فى المتفق عليه، وأن نعذر بعضا فى المختلف فيه، وعلى العموم الرأى محال لفضيلته، ولكننى أحببت فقط أن أشارك فى الرأى، مع رجاء الرد سريعا لارتباطنا مع المطبعة يوم الجمعة القادم.. توقيع صالح مصطفى عشماوى).
من هو روح الله مصطفى هذا؟ وهل هو من الشخصيات العابرة التى لا تعلق فى الأذهان؟ حتى إن الزيارة لم تلق الاهتمام الكافى إعلاميا، بل إن مؤرخى الجماعة لم يكتبوا عن هذا اللقاء وما تم فيه، كانت هذه أسئلة جالت بخاطرى ودفعتنى إلى الاحتفاظ بالورقة لعلى أجد بعد ذلك إجابة وافية عنها.
وبعد أيام ذهبت إلى مقر الجماعة لبعض شأنى، فتقابلت مع الحاج عباس السيسى، رحمة الله عليه، والحاج عباس السيسى هو أحد القيادات التاريخية للجماعة، وكان قد تتلمذ إخوانيا على يد المرشد الأول حسن البنا، كما كان فى هذا الوقت وقت لقائى به أحد الأعضاء البارزين فى مكتب الإرشاد، وقبل أن ينتهى لقائى معه سألته عن روح الله مصطفى، من هو، وما هى قصة زيارته للمرشد الأول عام 1938؟
أومأ الحاج السيسى برأسه، وظهر البشر على وجهه الطيب، وقال: من الذى أخبرك عن هذه الزيارة، فقصصت عليه القصة وأنبأته بخبر الورقة الصفراء فقال لى: اجعل هذه الورقة معك لا تعطها لأحد من الإخوان، فهم لا يهتمون بالتاريخ ولا بالتوثيق، ولو أعطيتها لهم ستضيع، فهذه ورقة مهمة.
استرسل الشيخ فى الشرح، وتحولت أنا إلى أذن مصغية، فقال: روح الله هذا هو الإمام الخمينى رحمه الله، لم يكن معروفا وقتها، كما لم يكن من المقبلين على التقريب بين الشيعة والسنة، ومع ذلك تقابل معه الإمام الشهيد ليحاول إقناعه بالتقريب، أما الذى كان مقتنعا بالتقريب فهم أفراد آخرون من علماء الشيعة مثل الكاشانى والقمى وغيرهما، وهؤلاء تقابل معهم الإمام الشهيد وأنشأ معهم دارا للتقريب.
فسألته: ولكن اللقب الذى كان مكتوبا بالورقة التى عثرت عليها هو «الموسوى» وليس الخمينى؟
رد قائلا: لقبه كان الموسوى نسبة إلى عائلته على الأرجح، وكان أيضا «الخمينى» نسبة إلى البلد الذى ولد فيه، وفى الوقت الذى زارنا فيه كان مشهورا بـ«الموسوى».
عدت أسأله: قرأت فى الورقة مقولة الإمام الشهيد الشهيرة أن نعمل فى المتفق عليه بيننا، وأن نعذر بعضا فى المختلف فيه، هل هذه العبارة كانت من أجل التقريب بين السنة والشيعة؟.
قال: هذه عبارة الأستاذ رشيد رضا، رحمه الله، وقد استعملها الإمام الشهيد فى مواضع كثيرة، منها تلك اللقاءات التى جمعته بالشيعة، وقد قالها للقمى وللكاشانى بعد ذلك... ثم استطرد: ويبدو أن الخمينى تأثر بحسن البنا تأثرا كبيرا وقد قال لى هذا شخصيا.
سألته: وهل قابلت الخمينى؟
قال: نعم قابلته، فقد زاره بعض وفود من الجماعة أكثر من مرة بعد الثورة الإسلامية فى إيران، وكنت فى أحد هذه الزيارات، أخونا يوسف ندا كان على رأس الوفد الأول، وقد ذهب ندا وفقا لأوامر صدرت له شخصيا من الأستاذ التلمسانى، أما أنا فقد كنت فى وفد آخر، وأظنه الوفد الثانى، وتحدثنا مع الخمينى رحمه الله عن ضرورة أن يكون للإخوان جمعية فى إيران، فوافق بسماحة، وقال إنه تأثر بحسن البنا تأثرا كبيرا، وأخبرنا عن زيارته لنا فى مصر ومقابلته للإمام الشهيد، وقال إنه أطلق على نفسه لقب «المرشد» تأثرا وتيمنا بلقب المرشد الذى كان لحسن البنا.
عدت أسأله: هناك أمر استلفت نظرى، لماذا لم يكتب الإخوان عن زيارة الخمينى الأولى للإمام الشهيد وما حدث فيها؟! ولماذا لم يكتب الإخوان التفصيلات الكاملة لخبر زياراتكم للخمينى فى إيران وتفصيلا؟
قال: عن زيارة الخمينى لنا، أظن أنه وقتها لم يكن شخصية مشهورة، وكانت الزيارات التى نستقبلها لوفود من الشباب المسلم من كل العالم هى من الأمور الدورية الاعتيادية، وبالتالى لم تلق هذه الزيارة اهتماما إعلاميا وقتها من أى أحد لا من الجماعة ولا من غيرها، ولكن زيارات أخرى كانت محل اهتمام من الجماعة مثل علاقتنا بالإمام تقى القُمى والإمام الكاشانى، لأنهما كانا يعملان مع الإمام الشهيد فى التقريب بين السنة والشيعة، والإمام الشهيد كان صاحب فكرة إنشاء دار التقريب، بل هو صاحب هذه التسمية، كما أن أحدا لم يكن يعلم أن هذا الشاب «الموسوى» سيصبح فى ما بعد الإمام «الخمينى» ذائع الصيت والتأثير، أما عن عدم قيامنا بالكتابة عن زياراتنا للخمينى بعد الثورة الإسلامية، فلاحظ أن نظام السادات كان قد أخذ موقفا عدائيا من تلك الثورة ، فالسادات كان يخاف من مسألة تصدير الثورة إلى مصر، فضلا عن ذلك فإن علاقتنا بالسادات كانت قد تأثرت فى نهاية حكمه، فلم نرد أن نزيد الطين بلة، وقد استمر مبارك على نفس نهج السادات، فآثرنا الصمت، وخذ بالك لا تتحدث بإفاضة عن هذه المعلومات مع أحد، لأن الجماعة من الممكن أن تصاب بأضرار بسبب هذه القصة.
قلت: ولكن الأستاذ عمر التلمسانى رحمه الله أشاد بالثورة الإيرانية؟!
قال: هذه نقرة وتلك نقرة، المرشد يقول رأيا، أما أنت فلديك معلومات، والمعلومات التى قدمتها الجماعة إلى الرأى العام محدودة، وليس لك أن تتحدث فى هذه الشؤون، لأن هذا ليس من اختصاصك، هذه معلومات لك وحدك، لعلك تكتبها ذات يوم فى ظروف تسمح بذلك، وأظنك قرأت فى كتاب المرشد التلمسانى رحمه الله «ذكريات لا مذكرات» أن علماء الشيعة كانوا ينزلون ضيوفا على الإخوان فى المركز العام فى القاهرة، وأن الإمام الشهيد كان على علاقة محبة وصداقة مع آية الله كاشانى.
انتهى الحديث بيننا، وانتهت الزيارة، وبقيت تلك القصة عالقة فى ذاكرتى، وبقيت الورقة الصفراء معى شاهدة على فترة من تاريخ الجماعة وصفحة من صفحاتها.
الجماعة التى تشعر بالاضطهاد تسارع إلى الاحتماء بقوى خارجية بغض النظر عن أى اعتبارات وطنية
الحاج السيسى أخبرنى أن وفودا كثيرة من الإخوان قابلت الخمينى بعد الثورة الإيرانية والإطاحة بالشاه وأن أحد هذه الوفود رأسها يوسف ندا الذى ذهب بأمر مباشر من التلمسانى
التلمسانى ذكر فى كتابه «ذكريات لا مذكرات» أن علماء الشيعة كانوا ينزلون ضيوفا على الإخوان فى المركز العام فى القاهرة وأن البنا كان على علاقة محبة وصداقة مع آية الله كاشانى
اقرأ فى الحلقة القادمة «الخميس»
قصة تقى الله القُمى العلاقة الفارقة فى تاريخ العلاقة بين البنا والشيعة
المصدر التحرير